الصّلآة الصّلآة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني ان اكون من الاعضاء في هذا المنتدى الذي اتمنى ان يكون مميزا
كما يشرفني انا اضع اول مواضيعي وهو عن الصلاة
وهذا الموضوع سبق وان وضعته في احدى المنتديات ولا بأس ان اضعه هنا لكي استفيذ انا اولا من ردوكم ويستفيد الجميع

الموضوع


الصّلآة
لكل إنسان همومه ومتاعبه في الحياة ولا مفر منها لمخلوق ... ولكنه يحاول أحيانا تخديرها والسَّلو عنها بقراءة صحيفة أو رواية أو بشرب الشاي وما أشبه ، أو بالحديث إلى صديق يُتقن فنّ الإصغاء (( يواسيه ، أو يسليه أو يتوجع ))أما أهل الله وأولياؤه وهم قلة فأنهم يفرون من الدنيا وهمومها إلى الصلاة حيث يشعرون معها أنهم في كنف الله ورحابه منقطعين إليه وحده لا يشغلهم عنه مال ولابنون ولاجاه وشؤون .
وفي الحديث : ((أن النبي ( ص ) كان إذا أحزبه أمر صلى )) أي أشتد عليه أمر وفي حديث ثاني (( قرة عيني الصلاة )) أي رأت عينه ما كانت متشوقة إليه ، واشتهر عنه (( ارحنا بها يابلال )) وصلاة الأولياء بنشوتها وحلاوتها وهي التي عناها سبحانه في الآية ((إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )) والتي شبهها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالنهر الجاري يغتسل منه المسلم في اليوم والليلة خمس مرات فلا يبقى عليه من الدرن شيء ... أما صلاتنا نحن التي نحرك بها ألسنتنا وتتصرف عنها قلوبنا الى المتاع والحطام – فإنها لاتنهي عن فحش ولأتُطهر من دنس ... وفي الحديث (( من صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله ماتقدم من ذنبه )) .
أن لصلاة الليل آثار دنيوية وآثار أخروية ومن الآثار الدنيوية أنها نافعة جداً لحفظ الصحة وسلامة البدن وأنها تقوي البصر وتوسع في الرزق وهي موجبة لزيادة المحبة . روي انه جاءت امرأة للإمام الصادق ( ع ) وقالت له أن زوجي لايحبني فماذا افعل فقال عليه السلام(( عليك بصلاة الليل )) فغابت تلك المرأة فترة من الزمن ثم عادت وتشكرت من الإمام وقالت منذ ذلك الحين وزوجي لا يحب شخصا بقدر حبه لي.
ومنا أثارها الأخروية أن الله يتباهى بالعبد الذي يصلي صلاة الليل وإنها تكون نورا في القبر وفي الصراط وفي الميزان وان الله يدخل السرور على قلب من يصليها و انه يصل الى مقام لا يبلغه احد بغير هذا العمل ((وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ))
ومشهد واحد من مشاهد الإمام الحسين تدرك منه مكان الصلاة وعظمتها في نفسه ... ويوم كربلاء حان أوانها وهو قلب المعركة تحيط به السيوف والرماح والسهام من جميع جوانبه والعطش يلح عليه وبكاء النساء وعويل الأطفال يصم أدنيه .. ورغم هذا ذهل عن كل شيء وشمر للصلاة بشغف ووقار كأنه في بيت الله الحرام يوم الحجيج وهكذا يفر إلى الله والتعبد له من كل هم وغم .
أن قبول كافة العبادات يعتمد على حضور القلب عند تأديتها ولا قيمة لها بدون ذلك ، فالصلاة التي تنقل المؤمن إلى عداد المصلين وتشمله ببركتها هي التي تؤدى بقلب حاضر وخاشع وفي الحديث الشريف الذي يقول كل من صلى ركعتين بقلب حاضر خاشع تكتب له الجنة . من الصعب جداً على كل إنسان السيطرة على نفسه إلا إذا استجار بلطف الله تعالى وعونه . والإنسان في حاجة إلى تدريب مستمر للنفس لتمتلئ جوانحه بالتقوى والخشوع والخشية من الله سبحانه وتعالى .
ندعو الله تعالى أن يمنّ على الجميع برحمته الواسعة ،