عدد القراء : 437
تشييع الجندي الصهيوني القتيل غولدفاسر اليوم
17/07/2008 شهد االكيان الصهيوني والصهاينة يوماً مراً مليئاً بالوجع وخيبة الأمل والخجل والعار، وبمشاعر الانكسار والهزيمة، عّبر عنها العديد من المعلقين الإسرائيليين الذين أقروا بتحقيق حزب الله لنصر جديد نتيجة جملة من الأخطاء الإسرائيلية.
في هذا المجال، قال مراسل الشؤون العربية في «معاريف»، جاكي حوجي، إن إسرائيل أُهينت، لأن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله «سيرسخ صورته على أنه القائد العربي الأول الذي حارب إسرائيل وهزمها». وأضاف: «لا أحد باستثنائه، لا الحكومة اللبنانية ولا الجامعة العربية ولا الأمم المتحدة ولا الصليب الأحمر، لا أحد أعاد مواطناً لبنانياً فخوراً، كان يهترئ في سجن إسرائيلي منذ 29 عاماً».
وتطرق المراسل العسكري في صحيفة «معاريف»، عامير ربابورت، إلى عملية تبادل الأسرى فأجملها «بكلمتين: خجل وعار». وفيما لفت ربابورت إلى عدم إجراء احتفال رسمي في إسرائيل للجنود، قال إن «الدراما ستتركز على ما سيجري خلف الحدود، أي في لبنان». وأضاف أنه «مهما يكن من أمر، يبدو أن السؤال الهام الذي يجب أن يطرح اليوم هو ليس بالذات ما حصل حتى الآن بل ما سيحصل لاحقاً. فمن نواحٍ عديدة، الصفقة مع حزب الله تنهي الفصل الذي لا يبعث على الفخر، من ناحية إسرائيل، والذي بدأ في 12 تموز 2006 وكانت ذروته في حرب لبنان الثانية. اليوم يبدأ فصل جديد».
ويرى ربابورت أن حزب الله «يخرج اليوم معززاً من نواحٍ عديدة: فقد صمد في وجه هجوم إسرائيلي شديد للغاية، وهو اليوم أقوى مما كان بأضعاف من ناحية عسكرية، بالقياس إلى قدراته قبل حرب لبنان الثانية. كذلك مكانته السياسية في لبنان تعززت وقد حقق الهدف الذي باسمه انطلق لعملية الاختطاف ـــــ تحرير سمير قنطار».
بدوره، رأى أيال ميغد في «معاريف» أن إسرائيل «وصلت إلى اليوم الكئيب الحالي، الذي يغلق دائرة السخافة التي بدأت بالخروج إلى حرب ترمي، كما نذكر، إلى إعادة الأبناء إلى الديار». وأضاف: «هذا يوم بائس، مثير للاكتئاب. يوم آخر في التاريخ الإسرائيلي الطويل من انعدام المسؤولية وغياب التفكير، اللذين يظهران على الملأ صبح مساء بإشراف أولئك الذين يدعون أنهم مسؤولون عن سلامة الدولة وأمنها».
من جهته، رأى معلق الشؤون العربية في «هآرتس»، تسفي برئل، أن «الصفقة تمثّل نصراً جديداً ضمن سلسلة انتصارات حزب الله، وأنها لا ترمي عملياً إلى أن تكون رافعة فورية في الخلاف الداخلي اللبناني». وعليه، يرى برئل، أن «احتفالات التحرير الكبرى التي من المتوقع أن تجري في لبنان ستتراكم في الثقة العامة التي يجمعها لنفسه الأمين العام حسن نصر الله، من دون أن تخدم هدفاً سياسياً فورياً جديداً».
وتعليقاً على ما أوردته صحيفة «الأخبار» قبل يومين عن مصير الجنديين الأسيرين، قال برئل إنه «يبدو مع ذلك أنه حتى اللحظة الأخيرة، فإن نصر الله غير واثق بشريكه الإسرائيلي. فما نشر في صحيفة «الأخبار» المقربة من حزب الله، الذي ترك شكاً بالنسبة إلى مصير أحد الجنديين، يدل على أن نصر الله يسعى إلى أن يمنع إسرائيل من الندم في اللحظة الأخيرة».
ويعتقد برئل أن أسر الجنود «يُعَدُّ في لبنان جزءاً من الحساب الخاص الذي يديره حزب الله حيال إسرائيل، وصفقة التبادل تجمل فقط صفحة في هذا الحساب».
وفي السياق ذاته، قال المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئل، إن «الصفقة مع حزب الله محزنة، لكنها ضرورية». وأضاف أنه يبدو أن نصر الله «مصمم حتى لحظة تنفيذ عملية التبادل، على تمزيق أعصاب عائلات الجنود الأسرى وكل الإسرائيليين». وأضاف أن «ما نُشر أمس في لبنان عن احتمال أن يكون أحد الأسرى على قيد الحياة، يبدو مناورةً قبيحة من جانب من لم يتردد قبل أشهر في محاولة المتاجرة بأشلاء جثث جنود إسرائيليين».
واشار هرئل إلى أنه «من الجانب اللبناني، لم يتنازل نصر الله، كعادته، عن أحابيل اللحظة الأخيرة. فالمعلومة التي تفيد بأن أحد الأسرى على قيد الحياة، كانت ترمي بوضوح إلى إدخال الخوف إلى قلب الوزراء الذين يصوتون في القدس، من أنهم إذا عارضوا الصفقة، فإنهم بذلك يحسمون مصير أسير حي».
وفي «يديعوت أحرونوت»، كتب مردخاي كيدر مقالاً انتقادياً تحت عنوان «أعداؤنا يقرأوننا ككتاب مفتوح». وقال: «أعداؤنا يقرأوننا، يسمعوننا، ويفهموننا أكثر مما نفهم نحن عملية التدمير الذاتي التي ننفذها بأيدينا». وأضاف: «أعداؤنا يرون أمامهم شعباً هستيرياً، منفعلاً، بكّاءً، فاسداً، يحب الملذات، فردياً، من دون جذور تاريخية، من دون عقيدة، عارياً من القيم، عديم الشعور التضامني، يريد كل شيء الآن، مستعداً لدفع كل ثمن من دون أن يأخذ في الحسبان نتائج سلوكه».